U3F1ZWV6ZTM3NDI4MTc4MTgxNzE1X0ZyZWUyMzYxMjkzMTI0MzgyNg==

وقفة مع كتاب إله الشر للمؤلف محمد رسول

وقفة مع كتاب إله الشر ...


المقدمة:

هل للشر إله، اذا لم يكن له إله فمن اين يأتي اذن؟. وهل الشر وجودي ام عدمي وهل هو ذاتي ام موضوعي وهل هو طولي ام عرضي، وهل توجد له أنواع ام هو نوع واحد وماذا قال عنه الفلاسفة ورجال الدين. هذه الامور وغيرها سنتعرف عليها من خلال هذه الدقائق السريعة التي ستكون لنا وقفه مع كتاب "إله الشر" للمؤلف محمد رسول والذي يتكون من 308 صفحة مُقسم الكتاب الى ثلاثة فصول ومباحث مترابطة الهدف والمحتوى، جاء ضمن سلسلة البحث عن الاله التي صدر منها: اله الفلاسفة، واله القران، واله الفقهاء، واله الشر، والإله المجهول.
في صفحه 13 يقول لماذا هذا الكتاب؟ الجواب: راجع إله الشر من ص 1 الى نهاية الكتاب. وعليه سنأخذكم في رحلة شيقة وممتعة مع سرد بعضاً من جوانب ما سطره يراع الكاتب، ولا تنسونا بالأعجاب والاشتراك دعماً وتشجيعا لنا فهيا بنا.

قصه الكتاب:

يقول المؤلف كنت دائماً اتساءل هل الاله الذي نعرفه هو اله واحد؟ واذا كان واحداً كيف يكون ذلك ولم يتفق الناس على فهمه وصفاته... اله المسيح واله اليهود واله المسلمين، وزاد وعيي وادراكي ان الهي في الطفولة ليس هو الهي في الشباب، وليس هو الهي في الكهولة، الاله الذي نعرفه ليس هو ذاته اله محمد واله الشيطان... اذاً الاله صورة ذهنية تتشكل بفعل قوة المخيلة التي نملكها وفقاً لما نحمله من معرفة... 
ثم يقول اول ما تعرفت على الاله في بداية حياتي كان هو اله الفقهاء، فصورة الله كانت تتجلى في كلام الاباء والمجتمع بانه لا تفعل ذلك لأنه حرام، ولو ارتكبت الحرام دخلك في نار جهنم. ويجب ان تفعل كذا لان الله يريد ذلك ولو فعلت ذلك ادخلك الجنة، هذه صورة الاله سلطان حاكم متعال. 
فبدأ البحث عن الآيات التي تتحدث عن الله والشيطان فوجد القصة تتمحور حول عدم امتثال الشيطان لله في السجود لادم. فطرده ولعنه واوكل إليه مهمة اغواء الناس اجمعين، وقد وجه السؤال إلى جمع من الأساتذة: لو أن الشيطان استجاب لله وسجد من سيكون غاوياً للإنسان. سيضطر الله لخلق شيطان اخر، وهنا سيكون حسب البرهان المنطقي ونظرية الدور والتسلسل. وبقى السؤال بلا جواب مقنع ومنطقي!.
وبعد هذا السؤال تعرض إلى نوع من المضايقات والفصل من المدرسة الدينية التي كان يتلقى الدروس الحوزوية فيها. فكان جواب مدير المدرسة: لأنك تهدم كل ما نبنيه بأسئلتك؟ انت تشوش عقول الطلاب والأساتذة بتفكيرك. ومن ثم عاد ووجه سؤال أخرى: هل أن الانسان مخير ام مسير؟. ولم يقتنع بجواب الاستاذ، وقال له نصيحتي لك أن تغادر درسي وتحضر ضمن طلاب البحث الخارج فأني لا امتلك أجوبة على اسئلتك. 
وعلى إثر ذلك جاءت فكرة إله الشر... والاسئلة المحورية التي تدور عن الشر والشرور؟ هل هو قوى اصيلة فاعلة في الوجود... هل الشر عدم الخير... هل هو إله يصدر عنه الشر... هل مُوجد الشر هو نفسه موجد الخير .. ثم برز التصور التوحيدي الذي آمن أن الخالق هو المُبدع القائم بذاته، والشيطان هو الشر والشر هو الشيطان، وعليه ما العلاقة بين الله والشيطان، هل هي علاقة طولية ام عرضية، هل الشيطان ضروري الوجود ام لا ... وبعدها وجدت بأن الله يتبنى طريق الشر تماماً مثلما يتبنى طريق الخير. وبعد البحث عن الله في الفلسفة كما يقول المؤلف وجدت بأن اله الفلاسفة يختلف كثيراً عن اله الفقهاء، واله القران.

الفصل الاول: جينالوجيا الشر.

في هذا الفصل يتعرض الى ذكر تعريف الشر الذي يدل على الانتشار والتطاير وهو خلاف الخير، والشرور نوعين: الشرور الاخلاقية والشرور الطبيعية: الاول: ناتج عن سوء اختيار الإنسان، والثاني: عن الطبيعة وتقلباتها. واول من آثار مشكلة الشر كقلق وجودي من الفلاسفة ابيقور. وان مفهوم الشر كما يقول المؤلف يرتبط ارتباطاً مباشر بمفهوم الله وصفاته، من جهة كونه العلة المصممة للوجود. فهناك من عد ظاهرة الشر وفقاً لحتمية نقص مراتب الوجود، ربما تعد محاولة الشهيد مرتضى مطهري اخر محاولة فلسفية لتبرير هذه الظاهرة وفق نظام العلة والمعلول. ومن ثم يتعرض الى ذكر المشكلة المنطقية للشر واول من آثارها في الوقت القريب الباحث الاسترالي "جون ليزي ماكي" الذي فتح طريق الإلحاد المعاصر عبر تحليله لهذه المشكلة. إذ يعتبر المؤمن للنظام الكوني الدقيق صخرة تتحطم عليها رؤوس الإلحاد.
ويعرض لنا التلازم بين الشر والخوف، وعلاقة الدين بالشر، ورمزية الشيطان للشر، ونظريات الشرور الدينية وأزمة الربوبية. ويذكر بعض من آراء العلماء والفلاسفة المسلمين عن الشر في الاسلام ومنهم ابن سينا وان الشرور توالت بعد خطيئة قام بها الإنسان سواء عن جهل أو عمد فطرد عن عالم السعاد والنعيم. 

 الفصل الثاني: التأسيس القرآني لعلم الكلام.

في هذا الفصل سيفصل الكاتب كل هذه الامور والوقفات التي تعرض إلى ذكرها في الفصل الاول وفقاً للنص القرآني... يدور المبحث الأول حول الله وفعالياته الضرورية، بأنه يجب أن يكون مطلق الكمال، ويذكر مجموعة من الأبحاث والدراسات الموضوعية، التي اهتمت بدراسة الرحمة الإلهية وآلة العدل، وان العلماء قسموا الموجود المطلق الى ثلاثة : واجب الوجود، وممكن الوجود، ومستحيل الوجود. ويمكن الفصل بين قضية تدبير شؤون الكون فيما يخص الإنسان والعالم وبين قضية الخلق، فليس التدبير الا اتماماً للخلق، فلا ريب في وجود صلة وثيقة وعلاقة متينة بين تدبير العالم وخلقه. ومن ثم يبحث في خرائط النظام، التي تحدث عنها القران في آيات عديدة عن انتساب التصميم لله، المادي والمعنوي، صغيراً كان أو كبيراً. فهناك قوانين دقيقة تحكم المجتمع البشري، التي اقر بها حتى علماء الاجتماع ومنهم "اوغست كونت" لتشابه صرامة القوانين الاجتماعية وانضباطها بالقوانين الفيزيائية. كما انشغلت الفلسفة الغربية فيمن اوجد الطبيعة. كما أن علماء النفس انساقوا إلى ذلك، فالإنسان حر التصرف ولكن إرادته الحرة محكومة تحت سقف الإرادة الكلية التي يديرها روح العالم حسب تعبير هيگل. 

الفصل الثالث: القرآن والهندسة الإلهية للشر.

في هذا الفصل ينطلق المؤلف في ايضاح الهندسة الإلهية للشر، ويقدم القراءة السائدة لآيات الشر وفلسفته وأنها من صنع الانسان، وانها متوقفة على سوء فعل الإنسان وان كان الله هو الفاعل والمؤثر للشر، وإن الشرور بأسرها وليدة إرادة الإنسان وان الإرادة الالهية تقع في طول إرادة الإنسان من الاعلى. وما يبتلى به الانسان ناتج من اعماله، وانعكاساً لافاعيله السيئة، كما أوضحت العديد من الآيات عندما حكت عن مصير بعض الأقوام والأمم السالفة التي عاصرت الانبياء والمرسلين، قبال ذلك اعد الاله للانسان المُبتلى نعماً وجوائز، لما يقع عليه في دار الدنيا مزيداً من الاجر والثواب الآخرون. ومن ثم يعرض صورة عن الوجه الجديد للشيطان في القرآن الذي صور على أنه مشابه وند لله، وهو مخلوق من مخلوقات الله التي عصت الأوامر ورفضت الانصياع إلى الاله الواحد الاحد ومن هنا بدأت الحكاية وتخذ الشيطان رمزاً للشر والشرور. وان مشروع خلق الانسان يقتضي وجود طريقين طريق الخير وطريق الشر وبمحض إرادة الإنسان يختار ما يشاء، بعد ان يوجد الأدوات من اوجد خرائط النظام. ومن ثم يتعرض الى ذكر الشر والشيطان وصفاته ووظائفه، وتسديد الله لخطى الشيطان، وعلاقة الله بالشيطان، وفاعلية الشيطان التي ذكرت في القران، هذه التفاصيل نحيل القارئ إلى مطالعة الكتاب للوقوف عليها عن كثب.

في الختام : 

هذه كانت وقفة سريعة مع كتاب "إله الشر" للمؤلف محمد رسول نامل ان وفقنا في طرحها على مسامعكم بطريقة سلسه وبسيطة قد استفدتم منها، ولا تنسونا من خالص دعائكم. انتظرونا في فيديو جديد وموضع مفيد، وشكراً لكم. 




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة